هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولاتصل بنا

 

 مات نزار قبانِّي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سكر
مشرف عام
مشرف عام



ذكر
عدد الرسائل : 58
العمر : 35
رقم العضوية : 6
تاريخ التسجيل : 21/02/2008

مات نزار قبانِّي Empty
مُساهمةموضوع: مات نزار قبانِّي   مات نزار قبانِّي Empty2008-03-26, 10:20

حقًا ذهب نزار و لم و لن يعد.
هذه هي ذكرى نيسان التي طالما غنِّى لها نزار قباني :

هل أرحلُ عنكِ و قصتنا ... أحلى من عودة نيسان

من هوَ نزار العجيب الغريب و المبدعُ دوماً و دائماً ؟ الجميع يعرف من هو نزار و لهذا لن أسرد عليكم من هو نزار، سوف أخبركم عن نزار. أنا الذي سأخبركم.. اسمعوا و عوا و تمسُّكوا معي كي لا تسقطوا .. مثلي..
.

من فترةٍ بعيدةٍ كنتُ أعيشُ ناسكاً أو راهباً أو متصوفاً في إحدى الصوامع في صحار. أعرفُ ثلاثة أشياءٍ في حياتي.. لن أخبركم فهذا خارج الموضوع.

ألا ترون التلفزون؟ رأيته مصادفةً ، كنت لا أسمعُ الموسيقى، كنت أظنها حراماً، و لكن و لأنني متصوفُ فقد استمعتُ للموسقى في ذلك اليوم. كان يوماً مميزاً بامتياز. كاظم الساحر في الشاشة بأغنية " قولي أحبك " توقفُتُ و توقفتُ و توقفتُ و بعد ذلك أدركتُ أن الكاتبَ هو نزار.

هنا كسرتُ القاعدة و خرجتُ من التصوف ، و خرجتُ من الشرنقة .. فقط كاظم، و مع نزار فقط !

لهذا لكلِّ من يعتبر أنَّ الموسيقى حرامٌ و أنَّنِي أقترفُ ذنباً بسماعها فما عليهِ إلاَّ أن يلومَ نزارَ قباني!
.

كان الدرسُ الأولُ من نزار في الموسيقى، و لكنها كانت البدايةُ فقط.

استمرَّتْ الرحلةُ ، فعِفتُ شعرَ المعلقاتِ و شعرَ الباديةِ و الأعرابِ و كذلكَ شعرَ المتنبِّي. قررتُ أن أبحرَ في نزار. الموادُ المعروضةُ في مدينتنا الكبيرةِ الصغيرة لم تكن كثيرةً في صحار. المكتبة العامة الوحيدة لا تهمُ إلاَّ بالكتبِ المعتَّقة و التي لا يهتمُ بها إلاَّ أصحابُ المتاحف.
السوقُ لا تبشرُ بالكثيرِ ، لهذا كنتُ أحملُ من الإنترنت قصائد نزار و أقرأها.

أذكرُ قبل سنتيْن عندما أنهيتُ الثانوية العامة ، دخلتُ مكتبةً جديدةً - في ذلك الوقتِ- بعد جولةٍ سريعةٍ رأيتُ المجموعةَ الكاملةَ لنزار قباني. سألتُ صاحب المكتبةِ عن سعرها.
قال: 50 ريال.
لم أشتري المجموعة ، ليست لأنها لا تسوى القيمة السابقة بل لأنَّ النسخة مستخدمة و تبدو تعبانةً جداً ، أمَّا السببُ الأكبر لعدم شرائي فهو افتقاري للخمسين. لم أسأل أبي لأنني لا أفعلُ ذلكَ عادةً.
.

إنِّي أحبكِ عندما تبكينَا
و أحبُّ وجهَكِ غائماً و حزينَا

انتهتْ فترةُ الاستقرارِ الفكري بالنسبةِ لي في برزبن، لأبدأ مرحلة تغييرِ الاعتقاداتِ و القناعاتِ.

لن أخجلَ من قولي بأنِّي كنتُ أعتقدُ أنَّ الرجال وحدهم من يدخلون الجنَّة و أنَّ النساءَ تدخلُ الأعرافَ.
و كنتُ أظنُ أيضًا أنَّنِي سأدخلُ الجنةَ حتماً. لهذا كنتُ أحتقرُ النساءَ. كانت دوافعِي ذاتَ أسبابٍ دينيةٍ !
الآنَ أعرفُ أنِّي كنتُ متطرفاً يمينياً خطيراً و إرهابياً فكرياً أيضًا !

و لأنِّي لم أخضْ يوماً ماءَ البحارِ ، استعضتُ عن هذا بقرائاتي لنزار قبَّاني. عرفتُ حينها أنَّ المرأةَ يمكنُ أن تدخلَ الجنَّة مباشرةً. لا بل قد تسبقُ الرجلَ أيضًا. بل قد تكونُ المرأةُ هي الجنَّةُ للرجلِ و العكسُ صحيحٌ أيضًا.

هذا ما أفتكرُ بهِ حالياً
.

عندما كنتُ صغيراً، كنتُ أحبِّذُ الإلمامَ الواسعَ بجوانبِ النقطةِ الذهنيةِ، الإلمامَ المحيطَ بكلِّ شيءٍ و منْ ثمَّ التشربَ بها ! كذا كنتُ أحلُ مسائلَ الجبرِ في الرياضياتِ و كذا كنتُ أسامرُ صديقي السوري " كفاح" و الذي كانَ أولَّ شخصٍ ملحدٍ أقابلُهُ في حياتي. كنتُ أحاولُ أن أثبتَ لهُ أنَّ اللهَ كائنٌ بالعقلِ و المنطقِ. هو لمْ يُردْ أنْ يصدِّقَ هذا. كنّا دائماً نتناقشُ بهدوءٍ . لا أدري - حالياً - لماذا ؟!

قولي ، انفعلي
انفجري
لا تقفي مثلَ المسمَـارِ

و لماذا يتلبَّسُ الإنسانُ غيرَ ملابسِهِ و لماذا لا يُظهرُ مشاعرَهُ الحقيقيةُ. لماذا لا ينفجر ؟ لماذا ؟
و لهذا قررتُ أن أتلمَّسَ طريقُ الإنفجارِ و لو على الورقِ و لو على مستوى الإثنينِ أو الشخْصينِ.
فليسَ لديَّ الخيار !
.


الجميعُ يركضُ وراءَ المرأةِ الشرقيةِ للمتعةِ. و المرأةُ الشرقيةُ تتمتعُ بالمتعَةِ معَ الرجلِ الشرقي. المرأةُ الشرقيةُ تسقطُ مثلَ الفراشةِ التي خرجتْ لتوها من اليرقةِ لتسقطَ بين ذراعي وحشٍ انتهازي. المرأةُ الشرقيةُ غبيةٌ جداً لأنَّها تبحثُ عن الحبِ الذي تراهُ في أفلامِ هوليود. نحنُ لسنا في هوليود و مجتمعنا لا يُشبهِ مجتمعِ هوليود و لهذا فعندما يفترسها الشرقيُ فإنُ ينشرُ لافتاتهُ الوسخة في مجتمعٍ أعرج و مسخٍ. هذا الرَّجلُ البطل الذي أبحر في بحرِ امرأةٍ. هذا القرصانُ . هذا الربَّانُ. و هي ، و هي مومسٌ عمياءُ !

لا أنتِ من صنفِ العبيدِ
و لا أنا أهتم ببيعِ العبيدِ

إنِّي أحبِّكِ جدولاً و حمـامـةً
و نبوءةً تأتي من الزمنِ البعيدِ

و لهذا عندما أدركتُ الفرقَ بينَ اليومياتِ العربيةِ و بينَ المثالياتِ العربيةِ. اتخذتُ قراري إمَّا أنْ أغيِّرَ منهجِي أو أنَّ أغيَّرَ جدولي اليوميَّ. "و لا أنا أهتم ببيعِ العبيدِ"

في بلادنا التي سبَّ مجتمعها نزار لمْ أرَ عاشقاً حقيقياً إلاَّ رجلاً واحدًا. و أعانهُ اللهُ في طريقهِ.
.


قبلَ يومينِ رأيتُ لِنْ. تقولُ لِنْ: ماذا لو لمْ تكنْ هناكَ النار؟ ابتسمتُ فقط و لمْ أجبها. قالتْ: ستكونُ الجنَّة فقط، لا توجدُ أسوءُ من نارِنَا هذهِ التي نعيشُها !

و أنا أقررُ من سيدخلُ جنَّتِي
و أنا أقررُ من سيدخلُ نارِي

سيدتِي الجليلةُ. لنْ نختلفَ على الجنةِ و النارِ و لكَّنَ العذابَ شيءٌ أساسيٌ في حياتنَا وُلدَ معنا.
.

لمَاذا نحنُ مزدوجونَ
إحساساً وَ تفكيرا ؟

هل قرأتمُ اليومياتِ التي كتبها نزار قبَّاني ؟

منذ أشهرٍ اشتريتُ كتاباً كبيراً يضُمُ عدةَ إصداراتٍ شعريةٍ لنزار قباني. وجدتُ في الفهرسِ " اليوميات " ظننتُ أنَّ اليوميات هي بعضٌ من مفكرات نزار قباني. لكنها لم تكن كذلك. نزار رجلٌ و اليومياتُ كتبتها امرأةٌ مجهولةُ الهويةُ.

هي امرأةٌ عربيةٌ تسألُ بقوةٍ و عمقٍ : لماذا نحنُ مزدوجونَ ؟ لماذا نحنُ أرضيُّونَ ؟

لماذا لايكون الحب في بلدي؟
طبيعياً
كلقيا الثغر بالثغر
ومنساباً
كما شعري على ظهري
لماذا لايحب الناس في لين ويسر ؟
كما الأسماك في البحر
كما الأقمار في أفلاكها تجري
لماذا لا يكون الحبُ في بلدي
ضرورياً
كديوان من الشعرِ
!

القبيلةُ العربيةُ هي الأصلُ و الفصلُ و السيفُ و النصلُ و الحقُ و الحقُ و الحقُ. القبيلةُ هي أغبى ما يعيشُ في دمنا العربيِّ. القبائلُ و شيوخها المتكرِّشونَ يتنافسونَ على الجبنةِ و البيسةِ من الحكومةِ دائماً و يتنافسونَ على مقاعدِ " النوابِ" دائماً. لو رأيتمُ كيفَ القبيلةُ تطوفُ بربيبها في صحار لتقززتم و اشمئززتم ! لكن ماذا لو كانَ الوطنُ قبيلةً !

أحاول أن أتبرأ من مفرداتي
ومن لعنة المبتدأ والخبر
وأنفض عني غباري
وأغسل وجهي بماء المطر
أحاول من سلطة الرمل أن أستقيل
وداعاً قريش
وداعاً كليب
وداعاً مضر


لا . و ألفُ لا. لقد ماتَ نزارُ و ما ماتتْ القبيلةُ. و سيموتُ الوطنُ و لن تموتَ القبيلةُ
وداعاً كليبٌ ، ودعاً قريشٌ
.

لماذا في شرقنا الغويِّ لا يحبُ الوطنَ إلاَّ منافقٌ و أفَّاقٌ و انتهازيٌ يصعدُ على الجثثِ. لماذا لا يحبُ الوطنَ إلاَّ أصحابُ الكروشِ الانتفاعيينَ و أصحابُ العمائمِ العربيةِ الأصيلةِ !

كانت المرأة منذ خمسين عاما
حبيبتي
ولا تزال حبيبتي
إلا أنني أضفت إليها ضرة جديدة
اسمها الوطن


حقيقةً الجوابُ نعرفُهُ جميعًا ..
.


عندما كنتُ صغيراً ، كنتُ لا أفكرُ إلاَّ في الأشياءِ الغريبةِ العجيبةِ التي قد لمْ يرَها إلاَّ السندبادَ مثلاً. ما هو شكلُ اللهِ ؟ ما هِي جهةُ اللهِ ؟ كيفَ صرنا ؟ كيفَ أتينا ؟ .. إلخ
هُراءٌ كثيرٌ و كبيرٌ متعبٌ للدماغِ و غيرهِ.
لكن لم أكن أفكرُ كثيراً بالآخرِ - أينًا كانَ-. و لم أحاول بناءً عليهِ الاحتكاكَ بهِ!

أنا نهدي في صدري
كعصفورينِ
قد ماتا من الحرِّ
كقدِّيسين شرقييَّن متهمينِ بالكفرِ
كم اضطهدَا
وكم رقدَا على الجمرِ
وكم رفضا مصيرهما
وكم ثارا على القهرِ
وكم قطعَا لجامهمَا
وكم هربَا من القبرِ


هُنا و قبلَ هُنا قُلنَا سنحاولُ. الأيامُ تمضِي سريعاً و الأشياءُ التي أستوعِبُها من البيئةِ كثيرةً جداً. لنْ أنكرَ أنَّ بعضَها خطيرٌ جداً. لكن كلُ هذهِ الأشياءِ كانتْ تقودنِي لمتعةٍ جميلةٍ في اكتشافِ عوالِمها المجهولة.

المُغامراتُ تزيدُ صاحبَها حباً أكبرَ للمغامرةِ ، أو إدماناً بمعنًى آخر.

قصةُ نهدٍ ، أو حكايةُ نهدٍ أو حكايةُ نهرٍ كما سمَّاهُ المُحافظونَ .. و الكثيرُ الكثيرُ من شعرِ نزارَ قادني للمغامراتِ و هذا دفعني إلى كتابةِ قصَّةٍ جميلةٍ ليست بجمالِ شعرِ نزار عنوانها " بين الصدرِ و العجزِ "
.


هلْ ماتَ نزار ؟ هل ماتَ أدبُ نزار ؟

اسمعوا منِّي
نزار لم يَمتْ ، لأنَّ أدبهُ من البيئةِ المُعاشَةُ. سيموتُ نزارٌ نهائياً من العقليةِ العربيةِ متى ما تغيَّرتْ البيئةُ.
سنقولُ أنّ البيئة تغيرتْ حينما ينسلخُ المجتمعُ من شرقيَّتهِ و تُعاملُ المرأةَ باعتبارها انساناً كاملاً و ليستْ النصفَ ، و عندما لا يتزوجُ الرجلُ أربعاً أو حتَّى يفكرُ.

سيموتُ نزارُ أيضًا .. حينمَا يصيرُ في بلادنا برلمانٌ من الياسمينِ

قد يتحققُ هذان الشرطانِ بعدَ مئاتِ السنينِ حينَ يموتُ آخرُ الخلفاءُ بيدِ هولاكو
إلى ذلكَ اليومِ ، سيظلُ نزارٌ :

كل العصور أنا بها فكأنما ... عمري ملايين من السنوات
،

إلى ذلكَ اليومِ سأظلُ عاشقاً لنزار قباني، و أتمنَّى أيضًا أن يجمعني اللهُ بهِ في الجنَّةِ
" كما تُفكِّرُ كلَّ النساءِ "
.

دخلتُ قصورَ ملوكِ الجانْ
وحلمتُ بأن تتزوجني
بنتُ السلطانْ
تلكَ العيناها
أصفى من ماءِ الخُلجانْ
تلك الشفتاها
أشهى من زهرِ الرُّمان
وحلمتُ بأني أخطِفُها مثلَ الفُرسانْ
و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ و المرجانْ
.

بموتِك انتحرتْ
جميعُ النساءِ
و ماتتْ شهرزادْ


منقول ... محبي نزار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شبيه الريح
مدير الموقع
شبيه الريح


ذكر
عدد الرسائل : 159
العمر : 34
البلد : السويداء
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 21/02/2008

مات نزار قبانِّي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مات نزار قبانِّي   مات نزار قبانِّي Empty2008-03-26, 11:02

ما يزال الشاعر السوري الكبير نزار قباني ... رغم رحيله منذ بضعة سنوات واحداً من ألمع الشعراء في فضاءات الشعر العربي في العصر الحديث، وما زالت نصوصه السياسية تحكي وتحاكي هموم أمة يحاصرها الحزن من ناحية وتضغط عليها وطأة الآلام والخوف من مجهول قادم من ناحية أخرى.

كما لا تزال قصائد شاعر الياسمين الدمشقي منارة للعشاق تمنحهم الكثير من "دفء الهوى" وتغدق عليهم بأبجديات الحب ليعيدوا تشكيل ذواتهم.




شكراً فجر على لنقل الرائع ...


لك مني كل الحب ...

مات نزار قبانِّي 727246
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://al-walaa.mountada.biz
 
مات نزار قبانِّي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القبلة الأولى (نزار قباني) "للجميع"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ملتقيات الأدب والثقافة :: الملتقى الثقافي-
انتقل الى: