تشهد السوق السورية ارتفاعات متتالية في أسعار السلع الغذائية ، لدرجة تجاوزت في بعض المواد الـ 60 % ، وبمتوسط ارتفاعات وصل إلى 30 % .
كما ارتفعت أسعار الخضار والفواكه بنسبة 50-100% عما كانت عليه قبل هذا الارتفاع ، وأكثر من 200% مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي ، الأمر الذي وصفه مواطنون بأنه " لا يطاق " .
وقال " أبو سمير " مواطن سوري ، لـ عكس السير " لم نعد نحتمل هذه الارتفاعات في الأسعار ، فهي لا تطاق ، فقد وصل سعر كيلو الرز إلى 45 ليرة بعد أن كان بـ 32 ، كما وصل سعر كيلو العدس إلى 70 ليرة بعد أن كان بـ 40 ليرة ، كما تضاعف سعر السمون والزيوت ، حسبنا الله ونعم الوكيل ".
وأضاف صديقه " أبو جميل " : " نحن مضطرون لشراء الرز بهذا السعر بعد أن توقفت المؤسسة العامة الاستهلاكية عن بيعه ، فأين هي السلع المدعومة ؟ .
وكانت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل " داليا حاج عارف " قد أكدت في أكثر من مرة على التزام الحكومة بدعم المواطنين ، ونفت إمكانية رفع هذا الدعم .
وتابع " أبو جميل " ماذا نأكل والارتفاعات طالت جميع المواد ، بما لا يناسب دخلنا ، فهل نسرق ، أم نأكل خبزاً وماء ؟ " .
الأمر الذي رد عليه " أبو محمود " صاحب إحدى البقاليات ضاحكاً : " هيهات ، ليش عمنحسن نشتري الخبز بدون ما نوقف ساعتين عالدور ، والله معون حق بس شو بيطلع بأيدنا ، إذا عبتصلنا السلع غالية ؟؟ نبيع بخسارة يعني ؟ " .
مدير التموين " قمنا بإغلاق 100 محل مخالف خلال عشرة أيام " وقال " محمد حنوش " مدير التموين بحلب في اتصال هاتفي لـ عكس السير " نحن نقوم كجهة معنية بمراقبة الأسعار بمهمتنا ، إلا أن جشع التجار كبير ، فقد قمنا بإغلاق 100 محل مخالف في حلب خلال العشرة أيام الماضية ".
وأضاف " حنوش " : " إن الأسعار لم تصل لهذه المستويات التي تحدث عنها المواطنون ، ويجب على كل مواطن تصادفه حالة ارتفاع مريبة أن يقوم بالاتصال بنا ، وسنتخذ بحق المخالف الإجراءات اللازمة ".
الأمر الذي عبرت عنه السيدة " أم يوسف " مواطنة سورية ، بأنه "غير مجدي " ، وأضافت " يقومون بإغلاق المحلات مما يضطرنا للمشي مسافة أطول ، لنحصل على السلع بنفس السعر ، أو بأقل بليرة أو ليرتان ، مشكلتنا ليست في هذا الفرق البسيط ، مشكلتنا في الأسعار التي حددتها مديرية التموين نفسها ".
ومن جهته رد مدير التموين بقوله " إن هذا الارتفاع مرتبط بالأسعار العالمية ، كما أن مهمتنا تقتصر على مراقبة عملية البيع وفق الأسعار المعلنة لمعظم السلع ، بناء على سياسة تحرير الأسعار ".
وبدأت الحكومة السورية بسياسة تحرير الأسعار منذ العام 2001 بالتدريج ، ولم تشمل هذه السياسة كل المنتجات حتى الآن ، رغم أن التحرير شمل غالبية المواد شرط إعلان الأسعار والعمل بنظام الفوترة .
تاجر جملة " عليهم أن يحاسبوا التجار الكبار "وعبر أحد أصحاب محلات بيع المواد الغذائية بالجملة عن استيائه من عملية إغلاق المحلات التي تتبعها مديرية التموين .
وقال " إنهم يحاسبوننا على مشكلة سببها غيرنا ، فنحن لا نبيع السلع بأغلى من سعرها المعلن إلا إذا اشتريناها بأغلى من ذلك ".
وأضاف " عليهم أن يحاسبوا التجار الكبار ، ومنتجي هذه السلع لأنهم هم من يتحكم بالأسعار ولسنا نحن ".
خبير اقتصادي " الارتفاع سببه التضخم وستنخفض أسعار السلع المحلية مع بداية الموسم القادم "وقال الدكتور " سهيل حمدان " مدير مركز بيت الخبرة للدراسات الاقتصادية لـ عكس السير " يعاني السوق السوري من مشكلة التضخم ، بحيث ازدادت كمية النقود في السوق ، وازداد الطلب على السلع التي لم يزداد إنتاجها ، مما أدى لارتفاع الأسعار " .
وتابع الدكتور " حمدان " : " ويعود سبب التضخم إلى عاملين أحدهما داخلي ، أو ما يسمى بالتضخم الداخلي ، والذي نتج عن ازدياد كمية النقد المتداولة في الأسواق بسبب توافد العراقيين إلى سوريا ، وإسراف معظمهم أموالاً طائلة على السلع ، إضافة إلى عملية التصدير ، مما سبب نقص كميات السلع في الأسواق ، وبالتالي ارتفاع أسعارها ".
وأضاف " أما بالنسبة للعامل الخارجي ، أو ما يسمى بالتضخم الخارجي ، فهو بسبب سياسة أمريكا الاقتصادية ، والتي أدت إلى ارتفاع الأسعار في السوق الأوروبية ، إضافة للمشكلة العالمية التي عانت منها مواسم القمح ، والتي رفعت سعر الطن الواحد من 180 إلى دولار500 ، الأمر الذي سبب ارتفاعاً عالمياً بالسلة الغذائية " .
ووصف الدكتور " حمدان " ارتفاع أسعار السلع الموسمية بـ " الأمر الطبيعي " ، نسبة لما تعرضت له المواسم من موجات حر وصقيع .
وتوقع الدكتور " حمدان " أن تتناقص أسعار السلع الموسمية مع بداية الموسم الجديد .
وعبر الدكتور " حمدان " عن وجود أخطاء حكومية في التعامل مع هذا التضخم .
وكانت دراسات اقتصادية عديدة قد شككت بقدرة الحكومة على ضبط ارتفاع الأسعار وخاصة مع " ضعف أدواتها الاقتصادية، وعدم اكتمال القوانين الموضوعية الصحيحة لاقتصاد السوق الاجتماعية " .
تم اقتباس الموضوع من موقع :
عكس السير - علاء حلبي
ولكم تحياتي